الديداكتيك تعريفه و أنواعه.
الديداكتيك تعريفه و أنواعه.
- مقدمة
يُعدُّ الديداكتيك (Didactique) أحد المفاهيم الأساسية في علوم التربية، حيث يهتم بدراسة طرائق ووسائل التعليم والتعلُّم، مع التركيز على العلاقة بين المعلّم، المتعلّم، والمحتوى المعرفي. وتنبع أهمية الديداكتيك من دوره في تحسين العملية التعليمية وتطوير المناهج بما يتماشى مع حاجات المتعلمين وسياقاتهم المختلفة.
- تعريف الديداكتيك
الديداكتيك هو علم يهتم بتحليل وتخطيط وتنفيذ وتقويم مواقف التعليم والتعلم، بهدف جعل المعرفة قابلة للتعليم والتعلم. بكلمات أخرى، هو ذلك العلم الذي يعالج العلاقة التربوية بين الأستاذ، التلميذ، والمادة التعليمية، من حيث كيفية تقديم المعرفة وتيسير فهمها.
الفرق بين الديداكتيك والبيداغوجيا
-
الديداكتيك يهتم بالمحتوى والطريقة.
-
البيداغوجيا تُعنى أساسًا بالجانب النفسي والاجتماعي للمتعلم.
- أنواع الديداكتيك
ينقسم الديداكتيك إلى عدة أنواع، بحسب زاوية المعالجة وسياق التوظيف. وفيما يلي أبرزها:
1. الديداكتيك العام
يتناول المبادئ والأسس العامة للتعليم، ويهتم بكيفية نقل المعرفة بغض النظر عن التخصص. يتضمن هذا النوع من الديداكتيك التخطيط، طرق التدريس، أساليب التقويم، وإدارة الصف. يمكن اعتباره القاعدة التي تنطلق منها جميع أنواع الديداكتيك الأخرى.
2. الديداكتيك الخاص
يركز على خصوصيات المواد الدراسية (كالرياضيات، اللغة العربية، العلوم...). يهتم بكيفية تدريس كل مادة على حدة، مستفيدًا من الديداكتيك العام، لكنه يضيف إليه البُعد الخاص بكل مادة، مثل صعوبات التعلم المرتبطة بها واستراتيجيات تبسيط مفاهيمها.
مثال: ديداكتيك الرياضيات يهتم بكيفية تبسيط المفاهيم المجردة وتوظيف الوسائل البصرية لتقريب الفهم.
3. الديداكتيك البين- تخصصي (Interdidactique)
هذا النوع يركز على التكامل بين المواد الدراسية، حيث يتم تناول مواضيع أو مفاهيم مشتركة من أكثر من تخصص، بهدف تعزيز الفهم العميق وربط المعارف. يُستخدم بكثرة في المشاريع التعليمية التي تتطلب تعاونًا بين الأساتذة من تخصصات مختلفة.
أهمية الديداكتيك في العملية التعليمية
-
تحسين أداء المعلم عبر التخطيط المسبق للدروس.
-
تكييف المحتوى مع حاجات المتعلمين.
-
تيسير التعلم النشط والمبني على الفهم لا الحفظ.
-
تقويم فعّال لمستوى التعلُّم عبر أدوات دقيقة ومناسبة.
خاتمة
يُعد الديداكتيك عنصرًا محوريًا في العملية التعليمية، كونه يوفر إطارًا علميًا ومنهجيًا يجعل التعليم أكثر فاعلية ومرونة. إن الوعي بأنواعه المختلفة يمكّن المعلّم من اختيار الاستراتيجيات الأنسب لتحقيق أهدافه التعليمية، وبالتالي بناء جيل قادر على التفكير النقدي والفهم العميق.