طرائق التدريس: تعريفها و أنواعها و أمثلة تطبيقية و عملية.



طرائق التدريس: تعريفها و أنواعها و أمثلة تطبيقية و عملية.


     تُعتبر طرائق التدريس من الركائز الأساسية لأي نظام تعليمي ناجح، حيث تشكّل الجسر بين المحتوى والمعرفة من جهة، والمتعلم من جهة أخرى. وفي المغرب، تسعى المنظومة التعليمية باستمرار إلى تطوير طرق التدريس لمواكبة التغيرات التربوية العالمية، وتحقيق تعلمات فعالة وذات معنى.

في هذا المقال، نسلّط الضوء على أكثر طرائق التدريس شيوعًا في المغرب، مع تقديم أمثلة عملية لكل طريقة، لمساعدة المهتمين بالحقل التربوي، خصوصًا في التعليم الابتدائي والثانوي، على تحسين أدائهم داخل القسم.


1. الطريقة الإلقائية أو العرضية

✅ وصف الطريقة:

تعتمد على نقل الأستاذ(ة) للمعلومات شفويًا إلى التلاميذ، مع الاعتماد على الشرح والتوضيح، دون تفاعل كبير.


🎯 متى تُستخدم؟


  • تقديم معلومات جديدة.
  • شرح مفاهيم صعبة تتطلب الدقة.
  • الحصص التي تحتاج إلى اختصار الوقت.


📝 مثال عملي:


في درس حول الجهاز التنفسي في مادة النشاط العلمي، يقوم المعلم بشرح المراحل عبر عرض شفهي مدعوم برسوم على السبورة، ثم يطلب من التلاميذ تلخيص مراحل التنفس في جملة واحدة.


2. الطريقة الحوارية (السقراطية)

✅ وصف الطريقة:

تعتمد على الحوار وطرح الأسئلة الموجهة التي تحفّز التفكير والاستنتاج لدى المتعلمين.


🎯 متى تُستخدم؟


  • تنمية التفكير النقدي.
  • استرجاع المعارف السابقة.
  • تعزيز التفاعل داخل القسم.



📝 مثال عملي:


في درس حول حقوق الطفل في مادة التربية المدنية، يطرح المعلم أسئلة مثل: "ما معنى الحق؟" – "هل تعرفون حقوقًا يتمتع بها كل طفل؟" – ثم يبني الدرس انطلاقًا من أجوبة التلاميذ.


3. الطريقة الاستكشافية (البحث والاكتشاف)

✅ وصف الطريقة:

تشجع المتعلم على البحث والاستكشاف من خلال وضعه في موقف مشكل، ما يتيح له اكتساب المعرفة بنفسه.


🎯 متى تُستخدم؟


  • دروس العلوم والتجارب.

  • تنمية التفكير العلمي والاستقلالية.

  • تشجيع روح الفضول والبحث.



📝 مثال عملي:


في درس حول خصائص المواد، يعطي الأستاذ مجموعة أدوات (خشب، معدن، بلاستيك) ويطلب من التلاميذ ملاحظتها ولمسها ومحاولة تصنيفها حسب خواصها (صلبة، عازلة، ثقيلة...).


4. طريقة العمل الجماعي أو التعلم التعاوني

✅ وصف الطريقة:

تقوم على تقسيم التلاميذ إلى مجموعات، يتعاونون داخلها لإنجاز مهمة أو مشروع، مما يعزز المهارات الاجتماعية والعمل الجماعي.


🎯 متى تُستخدم؟


  • المشاريع التربوية.
  • حل المشكلات.
  • تعزيز التواصل والتعاون.



📝 مثال عملي:


في درس حول حماية البيئة، يُقسّم الأستاذ التلاميذ إلى مجموعات، كل واحدة تبحث في محور: (النفايات، المياه، التشجير...)، ثم يقدّم كل فريق عرضًا مصغرًا أمام القسم.


5. الطريقة التجريبية (المخبرية)

✅ وصف الطريقة:

تقوم على الملاحظة، التجريب، والتحقق، وتُستخدم كثيرًا في العلوم الطبيعية والفيزياء.


🎯 متى تُستخدم؟


  • التحقق من صحة فرضية علمية.
  • التطبيق العملي للمفاهيم النظرية.
  • تنمية مهارة الملاحظة والتحليل.



📝 مثال عملي:


في درس حول الذوبان، يُحضّر المعلم كأسين من الماء، ويطلب من التلاميذ إضافة الملح إلى الأول والرمل إلى الثاني، ثم ملاحظة الفرق بين الذوبان وعدمه.


6. الطريقة الوضعية-المشكلة

✅ وصف الطريقة:

يواجه المتعلم وضعية إشكالية، يُطلب منه حلها من خلال التفكير، التجريب، أو البحث، ما يدفعه لاكتساب المفاهيم بطريقة ذاتية.


🎯 متى تُستخدم؟


  • الرياضيات.

  • العلوم 

  • تفعيل الكفايات العليا مثل حل المشكلات.


📝 مثال عملي:


في درس عن الجمع بالاحتفاظ، يضع المعلم تمرينًا فيه جمع عددين ينتج عنه احتفاظ، دون أن يشرح التقنية أولًا، ثم يطلب من التلاميذ المحاولة ومناقشة الطرق الممكنة.


خاتمة

تُظهر التجربة المغربية أن التنويع في طرائق التدريس ضرورة، لا اختيارًا، إذا أردنا تحقيق مدرسة الجودة والإنصاف. فالأستاذ(ة) النشيط هو من يتفاعل مع السياق، ويُنوّع الأساليب، ويضع المتعلم في صلب العملية التعليمية.

إنّ اعتماد طرق مثل الاستكشاف، العمل الجماعي، والمقاربة بالكفايات إلى جانب الطرق التقليدية، يُسهم في جعل التعلمات أكثر معنى وفعالة. ويظل التحدي الأبرز هو تكوين المدرسين و المدرسات وتأهيلهم لاختيار الطريقة الأنسب لكل محتوى، وفئة، ووضعية تعليمية.


المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق